Menu

شطب فلسطين: برنامج عمل دول التطبيع ونظم الخيانة 

بوابة الهدف الإخبارية

صورة تعبيرية

خاص بوابة الهدف

بات للعدوان على فلسطين وقضيتها وشعبها، وجوه عربية، تتحدث بلسان عربي، وتقدم ذات الرواية الصهيونية بنسخ متعددة، لكن الهدف والأصل والسردية واحدة، تستهدف نفي الحقوق الفلسطينية، وتزييف الحقائق وترمي لحذف فلسطين من الذاكرة. 

ما تقارفه وسائل الإعلام وأدواته الممولة من دول التطبيع، لم يعد يقتصر على تبرير التطبيع مع العدو الصهيوني، ومحاولة اصطناع تفسيرات للممارسات الخيانية من هذه الدول، فالممارسة اليومية وعشرات الشواهد تؤكد أن القادم أسوء، فمن تبني الرواية الصهيونية، مرورًا بالتحريض على الفلسطينيين، هويتهم وما يمثلونه، وحملات حشد العداء ضد المقاومة الفلسطينية، والتعبئة الفاشية التي تلصق الاتهامات بالفلسطيني، وتتهمه بكل ما ألم بالشعوب العربية من نكبات وخيبات جراء السلوك الإجرامي والخياني من الحكام والأنظمة الرجعية.

قد تكون فلسطين كقضية بما تحمله من رمزية، وبطولة شعبها المنتصبة كشاهد على امكانية مقارعة المستعمر ورفض الإذلال والخضوع، محرجة لأنظمة الخيانة، وربما هذا سبب أساسي في الهجوم عليها، لكن بالمعنى السياسي يبدو أن الأمر يتجاوز الجوانب التعبوية ورغبة هذه النظم بتغطية عوراتها، فما يحدث هو سلوك سياسي موجه يستهدف التمهيد لتصعيد الهجوم على الفلسطينيين من قبل العدو، وأكثر من ذلك تحالف معلن مع العدو الصهيوني ضد شعوب المنطقة، تكون فيه للصهاينة اليد العليا والهيمنة الكاملة على سياسات هذه الدول.

ليس وسائل الإعلام في دول التطبيع هي ما سيكون في خدمة العدو الصهيوني فحسب، بل الجغرافيا والأرض يبدو أنها ستعرف استباحة مطلقة من العدو، لتستخدم لأغراضه الأمنية، وتوضع في خدمة سلوكه العدواني تجاه شعوب المنطقة عسكريًا واستخباريًا.

فلسطين التي تشكل حاجز في وجه هذا الاجتياح الصهيوني للعالم العربي، هدف أول لكنها ليست الوحيد؛ فالشعوب العربية وخصوصًا في دول التطبيع، تشكل سلسلة من الأهداف التي سيطالها العدو الصهيوني بالاختراق والهيمنة.

إن هذه المعركة تبدو للذاكرة قيمة أساسية فيها، فعلى الأرض التي سيخطو فيها العدو الصهيوني، يجب أن تختفي قبور الشهداء، وتنسى الأرض ذاكرتها عن المعارك معه، وتنسى الشعوب دماء أبناءها ممن سقطوا دفاعًا عن العروبة في وجه المستعمر؛ سياسات لا حل في مواجهتها أدنى من الوضوح وقول الحقيقة، بأن أنظمة الخيانة هي جزء من تحالف العدوان، فلا فائدة في المواربة تجاه هذا النوع من الحقائق، ولا يمكن تجاوز الخيانة بالالتفاف أو المناورة ولا مفر من الصدام الذي يجب أن تستدعى فيه الطاقة الكاملة لقوى الصمود والمقاومة في مواجهة قوى الهزيمة والتطبيع والخيانة.